دبي – 12 ديسمبر 2023 – أعلن صندوق حي دبي للمستقبل تخصيص ما يصل إلى 20%، أو ما يعادل 200 مليون درهم، من إجمالي حجم الصندوق البالغ قيمة مليار درهم لدعم تكنولوجيا المناخ والابتكار، وذلك بالتزامن مع فعاليات يوم التمويل في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة في مدينة إكسبو في دبي في الفترة من 30 نوفمبر حتى 12 ديسمبر 2023، والتزاماً من الصندوق بدور محوري في بناء مستقبل مستدام وتعزيز الابتكار فيه، بما يتماشى مع الرؤية الاستراتيجية الشاملة لدولة الإمارات للتنويع الاقتصادي والتنمية المستدامة.
وقد أطلق سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، صندوق حي دبي بدعم مشترك من مركز دبي المالي العالمي ومؤسسة دبي للمستقبل. ويؤكد هذا الإعلان رسالة الصندوق المتمثلة في تعزيز منظومة رأس المال الاستثماري في دبي ودعم التمويل المستدام والابتكار على نطاق عالمي.
وبهذه المناسبة، قال سعادة خلفان بلهول، رئيس مجلس إدارة صندوق حي دبي للمستقبل والرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل: “تخصيص ما يصل إلى 200 مليون درهم من صندوق حي دبي للمستقبل لمشاريع التكنولوجيا المستدامة هو أكثر من مجرد التزام مالي؛ بل دليل على مواصلة وتوسيع رسالتنا المتمثلة في تعزيز منظومة رأس المال الاستثماري ا لجريء في دبي لتشمل الاستدامة. وتركز عمليات صندوق حي دبي للمستقبل على مستقبل التمويل واقتصادات المستقبل، وهي مجالات نؤمن بأهميتها في تسريع الأجندة العالمية للاستدامة والابتكار.”
وأضاف بلهول: “يتماشى هذا النهج الواضح مع الرؤية الشاملة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله“، ورؤية دولة الإمارات للتنويع الاقتصادي والتنمية المستدامة. ولتعاوننا مع مركز دبي المالي العالمي دور أساسي في هذا السياق، حيث يمكننا تحقيق أقصى استفادة من الموارد والخبرات والشراكات لتحفيز النمو في هذه المجالات المحورية. ونلتزم معاً بتأسيس منظومة ناجحة يزدهر فيها الابتكار ويصبح التمويل المستدام حجر الزاوية في اقتصادنا“.
بدوره، قال عارف أميري، الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي وعضو مجلس إدارة صندوق حي دبي للمستقبل: “بينما نواصل مسيرتنا نحو مشهد مالي أكثر استدامة، يواصل مركز دبي المالي العالمي التزامه بتسهيل تمويلات أكثر استدامة. ويمثل تخصيص ما يصل إلى 20% من صندوق حي دبي للمستقبل البالغة قيمته مليار درهم إماراتي حرصنا على تحفيز النمو ودعم مشاريع التكنولوجيا والابتكار التي تركز على الاستدامة.”
وأوضح أن: “تعاوننا مع مؤسسة دبي للمستقبل كشريكين مؤسسين يجسد حرصنا المشترك على تعزيز مستقبل التمويل والابتكار. وهذه المبادرة هي جزء من استراتيجيتنا لعام 2030، التي تؤكد على تمكين شركات التكنولوجيا الرائدة التي توفر حلولاً مبتكرة تهدف إلى مواجهة التحديات العالمية الملحة“.
ويؤكد قرار تخصيص جزء كبير من تمويل الصندوق لمشاريع التكنولوجيا المستدامة على التزامه الثابت بدعم مستقبل التمويل والاقتصاد في مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا ودول الجنوب بشكل عام. ويلعب هذا الالتزام دوراً محورياً في تعزيز المنظومة العالمية للاستدامة والابتكار، لا سيما في سياق التحولات النوعية في هذا المجال في منطقة الشرق الأوسط. كما يهدف صندوق حي دبي للمستقبل إلى العمل مع شركاء متعددي الجنسيات ومؤسسات ووكالات حكومية لتوجيه رأس المال نحو مبادرات تكنولوجيا المناخ الاستراتيجية، بما في ذلك أنشطة تطوير سوق رأس المال الاستثماري.
وفي عام 2021، اتخذت دولة الإمارات خطوة رائدة لتصبح أول دولة في الشرق الأوسط تتعهد باقتصاد محايد مناخياً بحلول عام 2050. وتلتها المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، مما يمثل محطة مهمة لاستثمارات تكنولوجيا المناخ في المنطقة. علماً بأن تحقيق الحياد المناخي يجعل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من بين المناطق الأكثر استفادة على مستوى العالم، حيث يقلل ما يزيد عن 17% من خسائر الناتج المحلي الإجمالي ويولد أكثر من مليون فرصة عمل. وتتمتع دول مجلس التعاون الخليجي بميزة تنافسية كبيرة في إنتاج الطاقة النظيفة بالاعتماد على الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر، وذلك بفضل إنتاجها المرتفع من الطاقة الشمسية مقارنة بالمستوى العالمي.
وتشمل هذه الخطوة الاستراتيجية لصندوق حي دبي للمستقبل في مجال تكنولوجيا المناخ قطاعات محورية مثل تكنولوجيا الأغذية والزراعة، ومواد البناء، والتكنولوجيا اللوجستية. كما يأتي هذا التوسع بعد تعاون صندوق حي دبي للمستقبل مع مؤسسة دبي للمستقبل في تقرير “مستقبل الغذاء“، ويؤكد التزامهما الثابت بالبحث والتطوير في مجال الاستدامة.
من جانبه، قال شريف البدوي، الرئيس التنفيذي لصندوق حي دبي للمستقبل: “يخصص الصندوق بشكل استراتيجي جزءاً مهماً من تمويلاته لمشاريع تكنولوجيا المناخ، مما يؤكد التزامنا الثابت بدعم الاستثمارات المناخية ويعزز تركيزنا على مستقبل الغذاء ومستقبل الخدمات اللوجستية والشمول المالي. كما يمتد تعهدنا إلى ما هو أبعد من مجرد الاستثمارات المالية؛ ويرمز إلى التزامنا الراسخ بإعادة تشكيل مشهد رأس المال الاستثماري في دبي. ونهدف من خلال تركيز الموارد وتضافر الجهود والخبرات إلى تعزيز تأثيرنا الجماعي، وتحفيز النمو، وإرساء منظومة ناجحة للابتكار والتمويل المستدام.”
ومع استضافة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين (COP28)، يتعاون كل من صندوق حي دبي للمستقبل ومؤسسة دبي للمستقبل ومركز دبي المالي العالمي لتعزيز التزامهم بدعم التمويل المستدام والابتكار. ويتمثل الهدف الأساسي في وضع معيار عالمي للمبادرات المستقبلية في هذا المجال، بما يتماشى مع الإمكانات المزدهرة للمنطقة في مجال تكنولوجيا المناخ، ويضعها في موقع الصدارة في تشكيل مستقبل الاقتصادات المستدامة والتجارة العالمية.
نبذة عن صندوق حي دبي للمستقبل
يهدف صندوق حي دبي للمستقبل، الذي أنشأه سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، إلى تعزيز مشهد رأس المال الاستثماري الجريء. ويقع المقر الرئيسي للصندوق في دولة الإمارات حيث يدير عملياته من مركز دبي المالي العالمي، ويركز على تمكين الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا من خلال استثمارات في صندوق الصناديق والتمويل المباشر للشركات الناشئة، ويعد مركز دبي المالي العالمي ومؤسسة دبي للمستقبل المساهمين المؤسسين فيه .